الاثنين، 7 أغسطس 2017

فلسطينيون حاربوا ثورتهم

 
تمتلك ثورة فلسطين الكبرى (1936-1939) الحيز الأوسع من الذاكرة الفلسطينية من الثورات والأحداث التي شهدتها فلسطين قبل النكبة، إبان الاحتلال البريطاني، غير أن بعض التفاصيل التي صاحبت هذه الثورة منذ انطلاقتها بتاريخ 15 نيسان/إبريل 1936، ما زالت في حكم المجهول بالنسبة لأغلبية الفلسطينيين.
"فصائل السلام"، أبرز الأحداث المظلمة التي رافقت هذه الثورة، وهو الاسم الذي أطلق على الفصائل التي عملت للقضاء على الثورة، وملاحقة المنتسبين لها، وإذكاء روح الاحتراب والصراع بين الأهالي، وإنهاك قوى البلد لصالح العدو.
تشكلت فصائل السلام في النصف الثاني من العام 1938، وجمعت بين مكوناتها خصوم الثورة، والمتضررين منها، والمُستفيدين من الاحتلال البريطاني اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وحرصت على استقطاب كُل من وقع عليه عقاب الثورة وفصائلها خلال السنوات التي سبقت ذلك.
وأسهمت أخطاء وقع فيها بعض قادة الثورة، وغلوهم في العقاب، في تجمع فئةٍ تناصبهم العداء وتقف ضد المشروع الثوري في فلسطين، الأمر الذي أتقن استغلاله الاحتلال البريطاني، فاستعان به للقضاء على الثورة بعد فشلهم في تطويع الثائرين، وإنهاء ظاهرة العمل الثوري الذي عمّ فلسطين.

وتمكن الجنرال البريطاني تشارلز تيغارت من إيجاد منظومةٍ شبه متكاملةٍ لأجل القضاء على الثورة، وذلك بإنشاء مراكز عسكريةٍ للشرطة في المدن الرئيسية، وعلى الطرق، وفي المناطق الحدودية، وهي ما عرفت لاحقاً بـ"المقاطعات"، وكانت تشكل قلاعًا وحصونًا تحمي البريطانيين من هجمات الثوار.
وإلى جانب ذلك، أشرف تيغارت على تسليح "فصائل السلام"، وتوفير الغطاء الأمني والإمداد العسكري لها في مواجهة فصائل الثورة والمنتسبين لها في الأرياف، ما جعل مهمة الثورة أصعب، إذ تم تحصين عدوهم الأساسي وخلق عدوٍ جديدٍ يسهل عليه مواجهتها وملاحقتها، ويعرف مكامن ضعف الثوار، لأنه كان شريكًا في الثورة، وهو جزءٌ من طبيعة البلد، ويعرف جغرافيتها وأهلها.
فخري النشاشيبي وفخري عبد الهادي، ومجموعة من قيادات الثورة الذين ارتدوا عنها وانقلبوا على المشروع الكفاحي، تصدروا "فصائل السلام"، ووجدوا دعمًا ومساندة من سياسيين ورجالاتٍ وازنةٍ لطالما كانت مصالحها أهم ما يُحرك مواقفها السياسية.
وفخري النشاشيبي كان من أقطاب حزب الدفاع الوطني الذي تزعمه راغب النشاشيبي. وقد حمل موقفًا مناوئًا للثورة والحاج أمين الحسيني، باعتباره يتصدر زعامة الحركة الوطنية في حينه، ولعب دورًا مهمًا، من خلال علاقاته مع البريطانيين والصهاينة، في تشويه الثورة وقادتها والتآمر على الكفاح المسلح خلال الثورة الكُبرى.
والنشاشيبي يعد صاحب البصمة الأولى في تشكيل فصائل السلام، وترتيب شؤونها وعقد الاجتماعات لها بحضور جنرالات الاحتلال البريطاني، مثل الجنرال أوكونور. وقد لعب دورًا أساسيًا في التجنيد والتنظير وجمع المعارضين للثورة، كي يكونوا قوة قادرة على اجتثاثها وإيقاف مدّها في البلاد.
أما فخري عبد الهادي، فيوصف بأنه الشخصية الأكثر إثارة في تاريخ الثورة، حيث سارع للالتحاق بثورة 36 في بداياتها، وكان واحدًا من أشجع قادتها وأكثرهم جسارة، وقد غادر فلسطين إلى دمشق ومكث هناك واتهم بسلوكه غير المنضبط.
عاد عبد الهادي لفلسطين لاحقًا يقود حملة حطين، مُشبها نفسه بالقائد صلاح الدين الأيوبي، وبدأ بخطابٍ ثوريٍ ونشر البلاغات التي توهم بأن حضوره استمرارٌ لخط الثورة. غير أنه سرعان ما انحدر وتورط في قيادة "فصائل السلام" في منطقة جبل النار، المعروف بمثلث الرعب، والذي كان محور العمل الثوري خلال سنوات الثورة الكبرى.
وعمل عبد الهادي بحكم نفوذه وعلاقاته بقادة الثورة في مراحلها الأولى على تجنيد عدة فصائل معه، وارتكبت فصائله جرائم كبيرة بحق الثورة والمنتسبين لها، وفتح باب الثأر والانتقام، وأدخل البلاد في أتون حرب وصراعات.
ولم يقل دور عبد الهادي عن دور النشاشيبي، وهو الدور الذي دفع المجموع الفلسطيني ثمنه ولا يزال ندفع الثمن حتى اليوم. فتم تشويه صورة الثورة واتهامها بالإرهاب والدموية، وارتكاب الجرائم، ونُبشت الأحقاد وأثيرت الخلافات، وصارت موجة من القتال المُتبادل بين الفلسطينيين أنفسهم.
ولم تنجح محاولات الثورة في الحد من خطر تمدد نفوذ عبد الهادي، فقد صار له نفوذٌ وفعلٌ خطيرٌ في المجتمع الفلسطيني، وتجمع حوله كل خصوم الثورة، وبدأت سلسلةٌ من ملاحقة الثوار واغتيالهم، وبلغ بهم الأمر مرافقة الدوريات في اقتحام القرى، وهم يلبسون على رؤوسهم أكياسًا تغطي وجهوهم، ولا يظهر منها إلا عيونهم، ليتعرفوا على المشاركين في الثورة ويتم اعتقالهم ومحاكمتهم وإعدامهم.
بدأت الثورة تضعف أمام هذه الحالة الخطيرة، وحققت "فصائل السلام" نجاحاتٍ على الأرض، ما دفع خصوم الثورة لأخذ زمام المبادرة؛ والبحث عن خصومهم ممن انتسبوا للثورة طوال السنوات الثلاث، فقُتل القائد العام للثورة عبد الرحيم الحاج محمد في قرية صانور خلال آذار/مارس 1939، وبدأت عمليات الملاحقة والاغتيال تتوالى تباعًا، حتى تمكنت القوات البريطانية و"فصائل السلام" من القضاء على الثورة الكبرى نهائيًا، وقد سُجلت آخر معركةٍ للثورة في أم الفحم بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر 1939.
انتهت ثورة فلسطين الكبرى، ولاحقًا قتل فخري النشاشيبي في العراق عام 1941، فيما قتل فخري عبد الهادي في عرابة قضاء جنين عام 1943. غير أن تأثير "فصائل السلام" امتد لإضعاف قوة الفلسطينيين وتعزيز قوة الصهاينة، وصار المجتمع متفسخًا وغير قادرٍ على الاستمرار في حمل المشروع الوطني، وقد ظهرت نتائج ذلك في النكبة عام 1948.
 فهل يعي الفلسطينيون اليوم الدرس جيدًا؟ أيدركون أن سلطة البطش ضد أي مشروعٍ أو حالةٍ ثوريةٍ هي استمرارٌ لدور "فصائل السلام"؟


السبت، 27 مايو 2017

بالأسماء والتفاصيل 61 مخيم للاجئين الفلسطينيين منذ النكبة

في عام 1948 هجرت عصابات صهيونية مسلحة (957) ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية، وتزامنا مع جلاء آخر جندي بريطاني عن فلسطين أعلنت العصابات الصهيونية عن دولة "إسرائيل" الهجينة  في 14 أيار من ذلك العام.
وحتى نهاية العام الماضي، وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى 5.9 مليون نسمة، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، مسجل منهم رسميا لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قرابة 5.3 مليون لاجئ.وهؤلاء اللاجئون هم 1.528 مليون يعيشون في 61 مخيما بغزة والضفة ولبنان والأردن وسوريا، بينما الباقي، وهم 3.8 مليون لاجئ منتشرون في أرجاء العالم، لا يعيشون في مخيمات.وبحسب المنظمة الدولية؛ فإن قرابة 1.3 مليون لاجئ يتواجدون في قطاع غزة، و914 ألف في الضفة الغربية، و447 ألف في لبنان، و2.1 مليون في الأردن، و500 ألف في سوريا.وتعتمد الأرقام الصادرة عن الأونروا على معلومات يتقدم بها اللاجئون طواعية ليستفيدوا من الخدمات التي يستحقونها، إلا أن هناك لاجئين غير مسجلين في منطقة عمل المنظمة الدولية.وفيما يلي رصد لمخيمات اللاجئين ومساحتها وعدد اللاجئين فيها، بحسب وكالة الأناضول ووكالة أنروا.


 أولا: قطاع غزة (8 مخيمات)




مخيم جباليا:

يقع شمال قطاع غزة، و يقطن فيه حوالي 108 الآف لاجئ فلسطيني، و هو أكبر مخيمات الاجئين في قطاع غزة، و اشتهر أنه مفجر الشرارة الأولى للإنتفاضة الفلسطينية 1987م.












مخيم الشاطئ:

يعد من أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، يعيش فيه أكثر من 82 ألف لاجئ، على مساحة هي أقل من كيلومتر مربع، على شاطئ البحر المتوسط غربي غزة.- مخيم رفح:يقع جنوبي القطاع بالقرب من الحدود المصرية، ويعيش فيه نحو 99 ألف لاجئ.






مخيم البريج:


يقع وسط غزة ويقبع فيه أكثر من 31 ألف نسمة.



مخيم دير البلح:


هو أصغر المخيمات بغزة، ويقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شمال غربي القطاع، ويضم أكثر من 20500 لاجئ.






مخيم خان يونس:


يقع جنوبي غزة، ويقطن فيه ما يزيد عن 68 ألف لاجئ.









مخيم المغازي: 

يعيش فيه نحو 24 ألف لاجئ على مساحة لا تزيد عن 0.6 كيلومتر مربع، وسط القطاع.










مخيم النصيرات:


هو مخيم مكتظ ومزدحم، وسط القطاع، ويقطن فيه أكثر من 62 ألف لاجئ.






مخيم رفح:


يقع جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية. تأسس سنة 1949م. كان المخيم ملاذا لما مجموعه 41000من الفلسطينيين الذين مورس عليهم التهجير عام 1948م. و هو اليوم مأوى لحوالي 99000لاجئ فلسطيني. 





وتعاني مخيمات قطاع غزة، من مشاكل خطيرة في مقدمتها: "الفقر والبطالة والاكتظاظ السكاني"، ووفقا لمدير عمليات وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة، روبرت تيرنر، فإن 70% من سكان القطاع هم من اللاجئين.


ثانيا: الضفة الغربية (19 مخيمًا):


مخيم بيرزيت:


يقع وسط الضفة، بمساحة 0.16 كيلومتر مربع، ويسكنه 132 ألف لاجئ.


مخيم دير عمار:

تأسس عام 1949 على مساحة 0.16 كيلومتر مربع شمال غرب رام الله، ويسكنه 2400 لاجئ فلسطيني.


مخيم الأمعري:

أُنشئ عام 1948، جنوب غربي رام الله، على مساحة 0.365 كيلومتر مربع جنوب غرب رام الله، ويضم نحو 10500 لاجئ.


مخيم الجلزون:

يقع شمالي مدينة رام الله، على مساحة 0.337 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه نحو 9 آلاف لاجئ.


مخيم سلواد:

أنشئ عام 1972، شرقي رام الله، ويسكنه حوالي 600 لاجئ.


مخيم عين عريك

تبلغ مساحته نحو 0.025 كيلومتر مربع، غربي رام الله، ويبلغ عدد سكانه 500 لاجئ.


مخيم نور شمس: 

أنشئ عام 1952، بمساحة 0.23 كيلومتر مربع، شمالي الضفة، ويسكنه نحو 9 آلاف لاجئ.


مخيم طولكرم:

أنشئ عام 1950، على مساحة 0.18 كيلومتر مربع، غربي الضفة، ويسكنه نحو 20 ألف لاجئ.


مخيم الدهيشة:

أنشئ عام 1949، على مساحة 0.34 كيلومتر مربع، جنوبي القطاع، ويسكنه نحو 9 آلاف لاجئ.


مخيم بيت جبرين:

أنشئ عام 1950، وسط مدينة بيت حم، ويسكنه نحو 2000 لاجئ.


مخيم عايدة:

أنشئ عام 1950، جنوبي الضفة، ويسكنه 4700 لاجئ.


مخيم عسكر:

أنشئ عام 1950، على مساحة 0.1 كيلومتر مربع، شمالي الضفة، ويسكنه نحو 16 ألف لاجئ.


مخيم عين بيت الماء:

أنشئ عام 1948، شمالي الضفة، ويسكنه 6700 لاجئ.


مخيم بلاطة:

أنشئ عام 1952، على مساحة 0.46 كيلومتر مربع، شمالي الضفة، ويسكنه نحو 23600  لاجئ.


مخيم الفارعة:

أنشئ عام 1949، على مساحة 0.26 كيلومتر مربع، شمال شرقي الضفة، ويسكنه نحو 7600 آلاف لاجئ.


مخيم العروب:

أنشئ عام 1949، بمساحة 0.374 كيلومتر مربع، جنوبي القطاع، ويسكنه حوالي 10400 آلاف لاجئ.


مخيم الفوار:

أنشئ عام 1949، جنوبي مدينة الخليل، يسكنه حوالي 8000 لاجئ.


مخيم عقبة جبر:

أنشئ عام 1956، جنوب غربي أريحة، ويسكنه نحو 6400 لاجئ.


مخيم جنين:

أنشئ عام 1953، على مساحة 0.42 كيلومتر مربع، شمالي القطاع، ويسكنه نحو 16 ألف لاجئ.


ثالثا: لبنان (12 مخيما):

مخيم الرشيدية:

يقع جنوبيّ مدينة صور الساحلية في الجنوب اللبناني، أنشئ عام 1936 للاجئين الأرمن، ويبلغ عدد الفلسطينيين المسجلين به نحو 27500 لاجئ.


مخيم برج الشمالي:

يقع شرقيّ مدينة صور الساحلية، وأنشئ عام 1948، وتبلغ مساحته نحو 1.34 كيلومتر مربع، ويقطنه نحو 20 ألف لاجئ.


مخيم البص:

يقع على مدخل مدينة صور، وأنشئ عام 1948، وتبلغ مساحته نحو 0.8 كلم مربع، ويقطنه نحو 10 آلاف لاجئ.


مخيم عين الحلوة:

تأسس على أرض كانت معسكراً للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، وتبلغ مساحته نحو 2.9 كيلومتر مربع، وهو أكبر المخيمات في لبنان من حيث السكان والمساحة، ويعدّ عاصمة المخيمات الفلسطينية في هذه البلد، ويبلغ عدد الفلسطينيين به نحو 48 ألف لاجئ.


مخيم المية ومية:

يقع في جنوبي لبنان وتبلغ مساحته نحو 0.5 كيلومتر مربع، ويبلغ تعداد سكانه نحو 4500 لاجئ.


مخيم برج البراجنة:

يقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وأنشئ في 1949، وتبلغ مساحته نحو كيلومتر مربع، ويقطنه نحو 16 ألف لاجئ.


مخيم شاتيلا:

أنشئ في 1949 وسط بيروت، على مساحة 0.4 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد الفلسطينيين به نحو 8500 لاجئ.


مخيم مار الياس:

يقع في جنوب غربي بيروت، وتبلغ مساحته 0.5 كيلومتر مربع، وتعد أرضه وقف لكنيسة الروم، ويسكنه نحو 600 لاجئ.


مخيم ضبية:


أنشئ عام 1956، وتبلغ مساحته نحو 0.8 كيلومتر مربع، شرقي بيروت، ويسكنه 4000 لاجئ، معظمهم من المسيحيين.


مخيم ويفل (الجليل):

أنشئ عام 1948 شمال شرقي لبنان، على مساحة 0.4 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه نحو 8 آلاف لاجئ.


مخيم البداوي:

أنشئ عام 1955، على مساحة 2 كيلومتر مربع، شمالي لبنان، ويقطنه نحو 17 ألف لاجئ.


مخيم نهر البارد:

أنشئ عام 1949، على مساحة 2 كيلومتر مربع، شمالي لبنان، ويقطنه 35 ألف لاجئ.


مخيم تل الزعتر (مدمر):

أحد المخيمات المدمرة، أقيم عام 1949، شرقي بيروت، وتعرض لحصار شديد امتدّ 52 يوماً، أدى إلى سقوط المخيم في 12 آب 1976، حيث عانى سكانه في الحصار نقص المياه، وعندما بدأ الناس يموتون عطشاً، وافقوا على الجلاء ضمن اتفاق لم تحترمه الميليشيات التي ارتكبت مجزرة ذبح فيها نحو 1500 نسمة.


مخيم النبطية (مدمر):

أحد المخيمات المدمرة، ويقع على تلة مرتفعة، جنوبي لبنان، حيث تأسّس عام 1956 وسكنه نحو 5 آلاف لاجئ، وكان الأكثر عرضة لغارات الطائرات "الإسرائيلية" عام 1973، حتى جرى تدميره بالكامل.

رابعا: الأردن (10 مخيمات):

مخيم الزرقاء: 

هو المخيم الأقدم بالأردن، ويقع جنوب شرقي مدينة الزرقاء، وأُنشئ عام 1949، على مساحة 0.18 كيلومتر مربع، وعدد سكانه 20 ألفًا.


مخيم إربد: 

أُنشئ عام 1951، على مساحة 0.244 كيلومتر مربع، شمالي الأردن، ويبلغ عدد السكان حوالي 25 ألفًا.


مخيم الحسين:

أقيم عام 1952، على مساحة 0.367 كيلومتر مربع، في العاصمة عمان، وعدد سكانه 29 ألفًا.


مخيم الوحدات (عمان الجديدة):

أُقيم المخيم عام 1955، على مساحة 0.488 كيلومتر مربع، في عمان، وعدد سكانه 51 ألفًا.


مخيم سوف: 

أُقيم عام 1967، شمالي الأردن، وبلغت مساحته 0.5 كيلومتر مربع، بنسبة 8.7% من مجموع مساحة المخيمات في الأردن، ويبلغ عدد السكان قرابة 20 آلفًا.


مخيم الطالبية:

أُقيم عام 1968، وتبلغ مساحته 0.13 كيلومتر مربع، في عمان، وعدد سكانه 7000 لاجئ ويتبع لمحافظة مأدبا.


مخيم ماركا (حطين- شنلر):

أُقيم عام 1968، مساحته حوالي 0.917 كيلومترا، شرقي الأردن، وعدد سكانه 53 ألفًا.


مخيم الحصن:

تبلغ مساحته 0.774 كيلومتر مربع، شمالي الأردن، وسكانه حوالي 22 ألفًا.


مخيم غزة (جرش):

أُنشئ عام 1968، شمالي الأردن، ويبلغ عدد سكانه نحو 24 ألفًا.


مخيم البقعة:

أُقيم عام 1968، على مساحة 1.4 كيلومتر مربع، شمالي عمان، وعدد سكانه 104 آلاف.


خامسا: سوريا (12 مخيما):

مخيم درعا:

أقيم عام 1950، جنوبي سوريا، ويسكنه نحو 13 ألف لاجئ فلسطيني.


مخيم اليرموك:

يضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أنشئ عام 1957، في العاصمة دمشق، ويسكنه أكثر من 144 ألف لاجئ مسجل إلا أنه نتيجة الصراع في سوريا الذي اندلع عام 2011، نزح معظم السكان من المخيم ليتبقى فيه حالياً 18 ألف لاجئ فقط، بحسب الأونروا.


مخيم سبينة:

أنشئ عام 1948 بمساحة 0.03 كيلومتر مربع، جنوبي دمشق، ويسكنه أكثر من 21 ألف لاجئ.


مخيم قبر الست: 

انشئ عام 1948، على مساحة 0.02 كيلومتر مربع، بريف دمشق، ويسكنه أكثر من 22 ألف لاجئ.


مخيم النيرب:

أنشئ عام 1948، ويعد أكبر مخيم رسمي للاجئين الفلسطينيين حيث بلغت مساحته أكثر من 1.4 كيلومتر مربعاً عند تأسيسه، جنوبي حلب، ويضم حوالي 19 ألف لاجئ.


مخيم اللاذقية:

 هو مخيم غير رسمي، أنشئ 1956 بمساحة 0.22 كيلومتر مربع، شمال غربي سوريا، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 10 ألف لاجئ.

مخيم خان الشيح:

أنشئ عام 1949، على مساحة 0.69 كيلومتر مربع، جنوب غربي دمشق، ويضم أكثر من 19 ألف لاجئ.


مخيم خان دنون:

أنشئ عام 1951، على مساحة 0.03 كيلومتر مربع، جنوبي دمشق، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 9500 لاجئ.


مخيم جرمانا:

أنشئ عام 1948 على مساحة 0.03 كيلومتر مربع، بريف دمشق، ويضم أكثر من 18500 لاجئ.


مخيم حمص:

أنشئ عام 1949 بمساحة 0.15 كيلومتر مربع، وسط سوريا، ويضم أكثر من 22 ألف لاجئ.


مخيم حماة:

أنشئ عام 1950 بمساحة 0.06 كيلومتر مربع، وسط سوريا، ويسكنه نحو 8 آلاف لاجئ.


مخيم عين التل:

أنشئ عام 1962 فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.16 كيلومتر مربع. شمال شرقي حلب، ويضم أكثر من 5500 لاجئ.

الجمعة، 14 أبريل 2017

سقوط غرناطة - شعر محمود درويش


سقوط غرناطة

في المساءِ الأخير 
على هذهِ الأرْض 
نَقطَعُ أَيّامَنا
عَنْ شُجيّراتِنا ،
 ونَعُدُّ الضُلوعَ الَّتي 
سَوفَ نَحمِلُها مَعَنا 
والضُلوعَ الَّتي 
سَوْفَ نَتْرُكُها هَهُنا 
في المَساءِ الأخيرْ
لا نُودِّعُ شَيئا ، 
ولا نَجِدُ الوَقتَ 
كَيْ نَنْتهي.


سقوط غرناطة - محمود درويش


كُلُّ شيءٍ يَظَلُ على حَالِهِ ، 

فَالمَكانُ يُبَدِّلُ أَحلامَنا

ويُبَدِّلُ زوّارَهُ .

 فَجأةً لَمْ نَعُدْ قادرينَ على السُخريَة

فَالمَكَانُ مُعَدٌ لِكَيْ يَستَضيفَ الهَباء ... 

هُنا في الْمَسَاء الأَخيرْ

نَتَمَلى الْجِبالَ المُحيطَةَ

 بالْغَيْم : فَتْحٌ ... وَفَتْحٌ مُضادّ

وَزَمانٌ قَديمٌ يُسَلِمُ هذا الزَمَانَ الجَديدَ مَفاتيحَ أَبوابنا

فادْخلوا ، أَيُّها الْفاتِحونَ ، مَنازِلَنا 

واشربوا خَمرَنا

مِنْ مُوشَّحنا السَّهل . 

فاللّيْلُ نَحنُ إذا انتَصَفَ اللّيْلُ ،

لا فَجْرَ يَحْمِلُهُ فارسٌ قَادِمٌ مِنْ نَواحي الأَذان الأَخيرْ.


شايُنا أَخْضَرٌ سَاخِنٌ فاشْرَبوه ، 

وَفُستُقُنا طَازجٌ فَكُلوه

والأَسِرَّةُ خَضْراءُ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ ، 

فَاسْتَسلِموا لِلنُعاسْ

بَعْدَ هذا الْحِصارِ الطَّويلِ ، 

وَنَاموا على ريشِ أحْلامِنا

المُلاءاتُ جاهِزَةٌ ، 

وَالعُطورُ على الْبابِ جاهِزةٌ ، 

وَالمرايا كَثيرة

فَادخُلوها لِنَخْرُجَ مِنْها تَماما ، 

وعَمَّا قَليلٍ سَنَبْحَثُ عَمّا 

كانَ تاريخَنا حَوْلَ تاريخِكُمْ في الْبلاد الْبَعيدَة

وَسَنسْأَلُ أَنْفُسَنا فِي النِّهايَة : 

هَلْ كَانَتِ الأَندلسهَهُنا أَمْ هُنَاكَ ؟ 

عَلى الأَرضِ ... أَمْ في الْقَصيدَة؟


كَيْفَ أَكْتُبُ فَوْقَ السَّحابِ وَصِيَّةَ أَهْلي؟ 

وَأَهْلي

يَتْرُكونَ الزَّمانَ كَما يَتْرُكونَ مَعاطِفَهُمْ في الْبُيوتِ  

وَأَهْلي

كُلَّما شَيَّدوا قَلْعَةً هَدَموها 

لِكَيْ يَرْفَعوا فَوْقَها

خَيْمَةً لِلْحَنينِ 

إِلى أَوَّلِ النَّخْل . 

أَهْلي يَخُونونَ أَهْلي

في حُروبِ الدِّفاعِ عَنِ الْمِلْح . 

لكِنَّ غَرْناطَةً مِنْ ذَهَب

مِنْ حَريرِ الْكَلامِ الْمُطَرَّزِ بِاللَّوْزِ, 

مِنْ فِضَّةِ الدَّمْعِ في

وَتَرِ الْعود. 

غَرْناطَةٌ لِلصُّعودِ الْكَبيرِ إلى ذاتِها

وَلَها أَنْ تَكونَ كَما تَبْتَغي أَنْ تَكونَ: 

الْحَنينَ إلى

أَيِّ شَيْءٍ مَضى أَوْ سَيَمْضي: 

يَحُكُّ جَناحُ سُنونوَّةٍ

نَهْدَ امْرأَةٍ في السَّريرِ, 

فَتَصْرُخُ: غَرْناطَةٌ جَسَدي

وَيُضَيِّعُ شَخْصٌ غَزالَتَهُ في الْبَراري, 

فَيَصْرُخُ؛ غَرناطَةٌ بَلَدي

وَأَنا مِنْ هُناكَ, فَغَنّي لِتَبْنيَ الْحَساسينُ مِنْ أَضْلُعي

دَرَجاً لِلسَّماءِ الْقَريبَةِ. 

غَنّي فُروسِيَّةَ الصّاعِدينَ إلى

حَتْفِهِمْ قَمَراً قَمَراً في زُقاقِ الْعشيقَةِ. 

غَنّي طُيورَ الْحَديقَةحَجَراً حَجَراً. 

كَمْ أُحِبُّكِ أَنْتِ التَّي قَطَّعْتِني

وَتَراً وَتَراً في الطَّريقِ إلى لَيْلِها الْحارِّ , 

غَنّيلا صَباحَ لِرائِحةِ الْبُنِّ بَعْدَكِ, 

غَنّي رَحيلي

عَنْ هَديلِ الْيَمامِ 

على رُكْبَتَيْكِ 

وَعَنْ عُشِّ روحي

فِي حُروفِ اسْمِكِ السَّهْلِ, 

غَرْناطَةٌ لِلْغِناءِ فَغَنّي.


لِيَ خَلْفَ السَّماءِ سَماءٌ لأَرْجِعَ ، 

لكنَّنيلَا أَزالُ أُلَّمعُ مَعْدَنَ هذا الْمَكان ، 

وَأَحْياساعَةً تُبصِرُ الْغَيْبَ . 

وأَعرِفُ أنَّ الزَّمانْ

لا يُحالِفُني مَرَّتَيْن ، 

وَأَعرِفُ أَنّي سأَخرُجُ مِنْ

رايَتي طائِراً 

لا يَحِطُّ على شَجَرٍ فِي الْحَديقَةْ

سَوفَ يَهْبطُ بَعْضَ الْكَلام عَنِ الحُبِّ في

شِعْرِ لوركا 

الّذي سَوفَ يَسْكُنُ غُرفَةَ نَوْمي

وَيَرى ما رَأيتُ مِنَ الْقَمَرِ الْبَدَويِّ . 

سَأَخْرُجُ مِنْ

شَجَرِ اللَّوْزِ قُطناً على زَبَدِ . 

مَرَّ الغَريبْ

حَامِلاً سَبْعَمائَةِ عامٍ مِنَ الْخَيْلِ . 

مَرَّ الْغَريبْ

ههُنا ، 

كيْ يَمْرَّ الْغَريبُ هناك . 

سَأخرُجُ بَعْدَ قَليل

مِنْ تَجاعيدِ وَقتي غَريباً عَنِ الشَّامِ وَ الأَنْدَلُسْ

هذهِ الأَرضُ لَيْستْ سَمائي ، 

ولَكِنَّ هذا الْمَساءُ مَسائي

وَ المفاتيحَ لي ، 

وَ الْمآذِنَ لي ، 

وَ الْمصَابيحَ لي ، 

وأَنالِيَ أيْضاً . َ

أَنا آدَمُ الْجَنَّتَيْنِ ، 

فَقدتُهُما مَرَّتَينْ

فَاطرُدوني على مَهَلٍ ،

وَ اقْتُلوني على عَجَلٍ ،

تَحْتَ زَيْتونَتي ،

مَعَ لوركَا....


وأَنا واحِدٌ مِنْ مُلوكِ النِّهايَة...

أَقْفِزُ عَنْ

فَرَسي في الشِّتاءِ الأَخيرِ, 

أَنا زَفْرَةُ الْعَرَبيِّ الأَخيرَةْ

لاَ أُطِلُّ على الآسِ فَوْقَ سُطوحِ الْبُيوتِ, 

ولاأَتَطلَّعُ حَوْلي 

لِئَلا يَراني هُنا أَحَدٌ كانَ يَعْرِفُني

كانَ يَعْرِفُ أَنّي صَقَلْتُ رُخامَ الْكَلامِ لِتَعْبُرَ امْرأَتي

بُقَعَ الضَّوْءِ حافِيَةً, لا أُطِلُّ على اللَّيْلِ كَيْ

لا أَرى قَمَراً كانَ يُشْعِلُ أسْرارَ

غَرْناطَةٍ كُلَّها

جَسَداً جَسَداً. 

لا أُطِلُّ على الظِّلِ كَيْ لا أَرى

أَحَداً يَحْمِلُ اسْمي وَيَرْكُضُ خَلْفي : 

خُذِ اسْمَكَ عَنّي

وَاعْطِني فِضَّةَ الْحَوْرِ. 

لا أَتلَفَّتُ خَلْفي لِئلا

أَتَذَكَّرَ أَنّي مَرَرْتُ على الأَرْضِ, 

لا أَرْضَ فيهذهِ الأَرْضِ 

مُنْذُ تَكَسَّرَ حَوْلي الزَّمانُ الشَظايا

لَمْ أَكُنْ عَاشِقاً كَيْ أُصَدِّقَ أَنَّ الْمِياهَ مَرايا

مِثْلَما قُلْتُ لِلأَصْدِقاءِ الْقُدامى،

ولا حُبَّ يَشْفَعُ لي

مُذْ قَبِلْتُ ((مُعاهَدَةَ الصُّلْحِ)) 

لَمْ يَبْقَ لي حاضِرٌكَيْ أَمُرَّ 

غَداً قُرْبَ أَمْسي. 

سَتَرْفَعُ قَشْتالَةُ

تاجَها فَوْقَ مِئْذَنَةِ اللهِ. 

أَسْمَعُ خَشْخَشَةً لِلْمَفاتيحِ 

في بابِ تاريخنا الذَّهَبيِّ, 

وَداعاً لتِاريخنا, 

هَلْ أَنامَنْ سَيُغْلِقُ باب السَّماءِ الأخيرَ؟ 

أَنا زَفْرَةُ الْعَرَبيِّ الأَخيرَةْ


ذاتَ يَوْمٍ سأجْلِسُ فَوْقَ الرَّصيفِ ... 

رّصيفِ الْغَريبَة

لَمْ أَكُنْ نَرْجِساً ، 

بَيْدَ أَنّي أُدافِعُ عَنْ صُورَتي

في الْمَرايا. 

أَما كُنْتَ يَوْماً ، هُنا ، يا غَريبْ ؟

خَمْسُمائَةِ عامٍ مَضى وَانْقَضى ، 

وَالْقَطيعَةُ لَمْ تَكْتَمِلْ

بَيْنَنا ، هاهُنا ، 

والرَّسائِلُ لَمْ تَنْقَطِعْ بَيْنَنا ، 

وَالْحُروبْ

لَمْ تُغَيِّرْ حَدائِقَ غَرْناطَتي . 

ذاتَ يَوْمٍ أَمُرُّ بِأَقْمارِها

وَأَحُكُّ بِلَيْمونةٍ رَغْبَتي ... 

عانِقيني لأُولَدَ ثانِيَةً

مِنْ رَوائِحِ شَمْسٍ وَنَهْرٍ على كَتِفَيْكِ ، 

وَمِنْ قَدَمَيْنْ

تَخْمُشانِ الْمَساءَ فَيَبْكي حَليباً لِلَيْلِ الْقَصيدَةْ ..

لَمْ أَكُنْ عَابِراً في كَلامِ المُغَنّين ... 

كُنْتُ كَلامَالمُغَنّينَ ، 

صُلْحَ أَثينا وَفارِسَ ، 

شَرْقاً يُعانِقُ غَرْباً

في الرَّحيلِ إلى جَوْهَرٍ واحِدٍ . 

عانِقيني لأُولَدَ ثانِيةً

مِنْ سُيوفٍ دِمَشْقِيَّةِ 

في الدَّكاكينِ . 

لَمْ يَبْقَ منّيغَيْرُ دِرْعي الْقَديمَةِ ، 

سَرْجِ حِصاني الْمُذَهَّبِ . 

لَمْ يَبْقَ مِنّيغَيْرُ مَخْطوطةٍ لاِبْنِ رُشْدٍ ، 

وَطَوْقِ الْحَمامَةِ ، 

والتَّرْجَمات ...

كُنْتُ أَجْلِسُ فَوْقَ الرَّصيفِ 

على ساحَةِ الأُقْحُوانَة

وأَعُدُّ الْحَماماتِ: 

واحِدةً، اثْنَتَيْنِ، ثَلاثينَ ... 

وَالْفَتَياتِ اللَّواتي

يَتَخاطفْنَ ظِلَّ الشُّجَيْراتِ فَوْقَ الرُّخامِ ، 

وَيَتْرُكْنَ لي

وَرَقَ الْعُمْرِ ، أَصْفَرَ . 

مَرَّ الْخَريف عليَّ وَلَمْ أَنْتَبِهْ

مَرَّ كُلُّ الْخَريفِ ، 

وَتاريخُنُا مَرَّ فَوْقَ الرَّصيفِ

وَلَمْ أَنْتَبِهْ!.....

لِلْحَقيقَةِ وَجْهانِ 

وَالثَّلْجُ أَسْوَدُ فَوْقَ مَدينَتِنا

لَمْ نَعُدْ قادِرينَ على 

الْيَأْسِ أَكْثَرَ مِمّا يَئِسْنا, 

وَالنِّهايَةُ تَمْشي إلى

السّورِ واثِقَةً مِنْ خُطاها

فَوْقَ الْبَلاطِ الْمُبَلَّلِ بِالدِّمْعِ, 

واثِقَةً مِنْ خُطاها

مَنْ سَيُنْزِلُ أَعْلامَنا: 

نَحْنُ, أَمْ هُمْ ؟ وَمَنْ

سَوْفَ يَتْلو عَلَيْنا((مُعاهَدَةَ الصُّلْحِ)), 

يا مَلِكَ الاحْتِضار؟

كُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ لَنا سَلَفًا, 

مَنْ سَيَنْزِعُ أَسْماءَنا

عَنْ هُوِيَّتِنا: 

أَنْتَ أَمْ هُمْ؟ 

وَمَنْ سَوْفَ يَزْرَعُ 

فيناخُطْبَةَ التّيهِ: 

(( لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَفُكَّ الْحِصارفَلْنُسَلِّمْ مَفاتيحَ فِرْدَوْسِنا لِوَزيرِ السَّلامِ, وَنَنْجو...))

لِلْحَقيقَةِ وَجْهانِ, 

كانَ الشِّعارُ الْمُقَدَّسُ سَيْفاً لَنا

وَعَلَيْنا, فَماذا فَعَلْتَ بقَلعَتِنا قَبْلَ هذا النَّهار؟

لَمْ تُقاتِلْ لأَنَّكَ تَخْشى الشَّهادَةَ, لكِن عَرْشَكَ نَعْشُكْ

فاحْمِلِ النَّعْشَ كَيْ تَحْفَظَ الْعَرْشَ, يا مَلِكَ الاْنتِظار

إِنَّ هذا السَّلام سَيَتْرُكُنا حُفْنَةً مِنْ غُبار...

مَنْ سَيَدْفِنُ أَيّامَنا بَعْدَنا: أَنْتَ...أَمْ هُمْ؟ وَمَنْ

سَوْفَ يَرْفَعُ راياتِهِمْ فَوْقَ أَسْوارِنا: 

أَنْتَ ...أَمْ

فارِسٌ يائِسٌ؟ 

مَنْ يُعَلِّقُ أَجْراسَهُمْ فَوْقَ رِحْلَتِنا

أَنْتَ...أَمْ حارِسٌ بائِسٌ؟ 

كُلُّ شَيّءٍ مُعَدٌّ لَنا

فَلِماذا تُطيلُ التَّفاوُضَ, يا مَلِكَ الاحْتِضارْ؟


بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَة ؟

مَن أَنا بَعدَ ليلِ الغَريبةِ ؟

أَنهَضُ مِنْ حُلُمي

خَائِفاً 

مِنْ غُموضِ النَّهار 

عَلى مَرْمَرِ الدّارِ ، 

مِنْعَتْمَةِ الشَّمسِ في الْوَرْدِ ، 

مِنْ مَاءِ نَافورَتيِ

خَائِفاً مِنْ حَليبٍ عَلى شَفَةِ الْتّين ، مِنْ لُغَتي

خَائِفاً ، مِنْ هَواءٍ يُمَشِّطُ صَفْصَافَةً 

خَائِفاً ، خَائِفاً

مِنْ وُضوحِ الْزَّمانِ الكَثيفِ ،

 وَمِنْ حَاضِرٍ لَمْ يَعُدْ

حَاضِراً ،

 خَائِفاً مِنْ مُروري على عَالمٍ لَمْ يَعدْعَالمي .

 أَيُّها اليَأس كُنْ رَحْمَةً . 

أَيُّها الْمَوْتُ كُنْ

نِعمَةً للغَريبِ 

الَّذي يُبصِرُ الْغَيْبَ أَوضَحَ مِنْ

وَاقِعٍ لَمْ يَعُدْ واقِعاً . 

سَوْفَ أَسقُطُ مِنْ نَجمَةٍ

فِي السَّماءِ إلى خَيْمَةٍ فِي الطَّريقِ ... 

إلى أَيْن ؟

أَيْنَ الطَّريقُ إلى أيِّ شيءٍ ؟ 

أرى الْغَيْبَ أَوضَحَ مِنْ

شارعٍ لَمْ يَعُدْ شارِعي . مَنْ أَنا بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَةْ ؟

كُنتُ أَمْشي إلى الذّات في الآخَرينَ ، وَها أَنَذا

أَخسَرُ الذّاتَ والآخَرينَ . 

حِصَاني على سَاحِلِ الأَطلَسيَّ اخْتَفى

وَحِصاني على ساحِلِ المُتَوَسِّطِ يُغْمِدُ رُمْحَ الصَّليبيِّ فيّ

مَنْ أَنا بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَةِ . 

لا أَستَطيعُ الرُّجوعَ إلى

إخوَتي قُرْبَ نَخْلَةِ بَيْتي القَديم ، 

ولا أَستَطيعُ النُّزولَ إلى

قَاع هاويَتي . أَيُّها الْغَيْبُ ! 

لا قَلْبَ لِلْحُبِّ ... لاقَلْبَ لِلْحُبِّ أَسْكُنُهُ 

بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَة


كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً 

أَيُّها الْماءُ؛

 قَدْ وَصَلَ الْفاتِحون

وَمَضى الْفاتِحون الْقُدامى.

 مِنَ الصَّعْبِ أَنْ أَتَذَكَّرَ وَجْهي

في الْمَرايا. 

فَكُنْ أَنْتَ ذاكِرَتي كَيْ أَرى مافَقَدْت...

مَنْ أَنا بَعْدَ الرَّحيلِ الْجَماعِيَّ؟ 

لي صَخْرَةٌ

تَحْمِلُ اسْمِيَ فَوْقَ هِضابٍ تُطِلُّ على ما مَضى

وانْقَضى...

سَبْعُمائَةِ عامٍ تُشَيِّعُني خَلْفَ سُورِ المَدينَة...

عَبَثاً يَسْتَديرُ الزَّمانُ لأُنقِذَ ماضِيَّ

مِنْ بُرْهَةٍ

تَلِدُ الآنَ تاريخَ مَنْفايَ فِيَّ... 

وَفي الآخَرين...

كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الْماءُ, 

قَدْ وَصَلَ الْفاتِحون

وَمَضى الْفاتِحونَ القُدامى جَنوباً شُعوباً تُرَمِّمُ أَيّامَها

في رُكامِ التَّحَوُّلِ: أَعْرِفُ مَنْ كُنْتُ أَمْس, 

فَماذا أَكُونْ

في غَدٍ تَحْتَ رَاياتِ كولومبسَ الأَطْلَسِيَّةِ؟ 

كُنْ وَتَراًكُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الْمَاءُ. 

لامِصْرَ في مِصْرَ, 

لافاسَ في فاسَ, 

وَالشّامُ تَنْأَى. 

لا صَقْرَ في

رايَةِ الأَهْلِ, 

لانَهْرَ شَرْقَ النَّخيلِ الْمُحاصَرْ

بِخُيولِ الْمَغولِ السَّريعَةِ. 

في أيِّ أَنْدَلُسٍ أَنْتَهي؟ هاهُنا

أمْ هُناكَ؟ 

سأَعْرِف أَنّي هَلَكْتُ وأَنّي تَركْتُ هُنا

خَيْرَ مافِيَّ: 

ماضِيَّ. 

لَمْ يَبْقَ لي غَيْرُ جيتارتي

كُنْ لِجيتارَتي وَتراً أَيُّها الْماءُ. 

قَدْ ذَهَبَ الْفاتِحون

وَأَتى الْفاتِحون...


في الرَّحيلِ الْكَبيرِ 

أَحِبُّكِ أَكْثَر ، عَمّا قَليْلْ

تُقْفِلينِ المَدينَةَ . 

لا قَلْبَ لي في يَديكِ ،

 وَلادَرْبَ يَحمِلُني ، 

في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أُحِبُّكِ أَكْثَرْ

لا حَليبَ لِرُمّانِ شُرفَتِنا بَعْدَ صَدْرِكِ . 

خَفَّ النَّخيلْ

خَفَّ وَزنُ التِّلال ، 

وَخَفَّتْ شَوارِعُنا في الأَصيلْ

خَفَّتِ الأرضُ إذْ وَدعَتْ أَرضَها . 

خَفَّتِ الْكَلِمات

والْحِكَاياتُ 

خَفَّت على دَرَجِ اللَّيل . 

لَكِنَّ قَلْبي ثَقيلْ

فَاترُكيهِ هُنا حَولَ بَيْتكِ 

يَعوي وَيَبكي الزَّمانَ الْجَميلْ ،

لَيْسَ لي وَطَنٌ غَيْرَهُ ، 

في الرَّحيل أُحِبُّكِ أَكْثَرْأُفْرِغُ الرّوح 

مِنْ آخِر الْكَلِمات : 

أُحِبُّكِ أَكْثَرفي الرَّحيلِ تَقودُ الْفَراشاتُ أَرواحَنا ، في الرَّحيلْ


نَتَذَكَرُ زِرَّ الْقَميصِ 

الّذي ضاعَ مِنّا ، 

وَنَنْسى

تاجَ أَيامِنا ، 

نَتَذَكَرُ رائِحَةَ الْعَرَقِ الْمِشمِشيِّ ،

 وَنَنْسى

رَقصَةَ الْخَيْلِ في لَيْلِ أَعْراسِنا ،

 في الرَّحيلْ

نَتَساوى مَعَ الطَّيْر ، 

نَرْحَمُ أَيامَنا ، نَكتَفي بِالْقَليلْ

أَكتَفي مِنْكِ بالْخَنْجَرِ الذَّهبيِّ يُرَقِّصُ قَلْبي الْقَتيلْ

فاقْتُليني ، على مَهَلٍ كَيْ أَقولَ : أَحِبُّكِ أَكْثَرَ مِمّا

قُلْتُ قَبْلَ الرَّحيلِ الْكَبير . 

أُحِبُّكِ . 

لا شَيءَ يوجِعُني

لا الْهَواءُ ، وَلا الْماءُ ...

 لا حَبَقٌ فِي صَباحِكِ ،

 وَلازَنْبَقٌ في مَسائِكِ 

يوجِعُني بَعْدَ هذا الرَّحيلْ


لا أُريدُ مِنَ الْحُبِّ غَيْرَ الْبِدايَةِ, 

يَرْفو الْحَمام

فَوْقَ ساحاتِ غَرْناطَتي 

ثَوْبَ هذا النَّهار

في الْجِرارِ كَثيرٌ مِنَ الْخَمْرِ 

لِلْعيدِ مِنْ بَعْدِنا

في الأَغاني نَوافِذُ 

تَكْفي وَتَكْفي لِيَنْفَجِرَ الْجُلَّنار

أَتْرُكُ الْفُلَّ في الْمَزهَرِيَّةِ, 

أَتْرُكُ قَلْبي الصَّغيرفي خِزانَةِ أُمِّيَ, 

أَتْرُكُ حُلْمِيَ في الْماءِ يَضْحَك


أَتْرُكُ الْفَجْرَ في عَسَلِ التّين, 

أَتْرُكُ يَوْمي وأَمْسي

في الْمَمَرِّ إلى ساحَةِ الْبُرْتُقالَةِ 

حَيْثُ يَطيرُ الْحَمام

هَلْ أَنا مَنْ نَزَلْتُ إلى قَدَمَيْكِ, لِيَعْلُوَ الْكَلام

قَمَراً في حَليبِ لَياليكِ أَبْيَضَ...

 دُقّي الْهَواء

كَيْ أَرى شارِعَ النّايِ أَزْرَقَ...

 دُقِّي الْمَساء

كَيْ أَرى كَيْفَ يَمْرَضُ بَيْني وَبَيْنَكِ هذا الرُّخام


الْشَّبابيكُ خالِيَةٌ مِنْ بَساتينِ شالِكِ. 

في زَمَنٍ

آخَرٍ كُنْتُ أَعْرِفُ عَنْكِ الْكَثيرَ, 

وَ أَقْطُفُ غاردينيا

مِنْ أَصابِعِكِ الْعَشْرِ. 

في زَمَنٍ آخَرٍ كانَ لي لُؤْلُؤٌحَوْلَ جِيدكِ, 

وَاسْمٌ على خاتَمٍ شَعَّ مِنْهُ الظَّلام

لا أُريدُ مِنَ الْحُّبِ غَيْرَ الْبِدايَةِ, 

طارَ الْحَمام

فَوْقَ سَقْفِ السَّماءِ الأَخيرةِ, 

طارَ الْحَمامُ 

وَطارسَوْفَ يَبْقى كَثيرٌ مِنَ الْخَمْرِ. 

مِنْ بَعْدِنا, في الْجِرار

وَقَليلٌ مِنَ الأَرْضِ يَكْفي 

لِكَيْ نَلْتَقي, 

وَيَحُلَّ السَّلام.


الكَمَنجاتُ تَبْكي 

مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى الأَنْدَلُسْ

الكَمَنجاتُ تَبْكي على الْعَرَبِ الْخارِجينَ مِنَ الأَنْدَلُسْ

الكَمَنجاتُ تَبْكي على زَمَنٍ ضائِعٍ لا يَعودْ

الكَمَنجاتُ تَبْكي على وَطَنٍ قَدْ يَعودْ

الكَمَنجاتُ تُحْرِقُ غَاباتِ ذاكَ الظَّلامِ الْبَعيد الْبَعيدْ

الكَمَنجاتُ تُدْمي الْمُدى ، وَتَشُمُّ دَمي في الْوَريدْ

الكَمَنجاتُ تَبْكي مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى الأَنْدَلُسْ

الكَمَنجاتُ تَبْكي على الْعَرَبِ الْخارِجينَ مِنَ الأَنْدَلُسْ

الكَمَنجاتُ خَيْلٌ على وَتَرٍ مِنْ سَراب ، وَماءٍ يَئِنُ

الكَمَنجاتُ حَقْلٌ مِنَ اللَّيْلَكِ الْمُتَوَحِّشِ يَنْأى وَيَدنو

الكَمَنجاتُ وَحشٌ يُعَذِّبُهُ ظُفْرُ امْرأةٍ مَسَّهُ ، وَابتَعَدْ

الكَمَنجاتُ جَيْشٌ يُعَمِّرُ مَقْبَرَةً مِنْ رُخاَمٍ وَمِنْ نَهَوَنْدْ

الكَمَنجاتُ فَوْضى قُلوب تُجَنِّنُها الرِّيحُ في قَدَمِ الرَّاقِصةْ

الكَمَنجاتُ أْسْرابُ طَيْرٍ تَفِرُّ مِنَ الرَّايَةِ النَّاقِصَةْ

الكَمَنجاتُ شَكوى الْحَرير المُجَعَّدِ في لَيْلَةِ الْعَاشِقَِةْ

الكَمَنجاتُ صَوْتُ النَّبيذِ الْبَعيدِ على رَغْبَةٍ سابِقَةْ

الكَمَنجاتُ تَتْبَعُني ، ههُنا وَهُناكَ ، لِتَثْأرَ مِنِّي

الكَمَنجاتُ تَبْحَثُ عَنِّي لِتَقْتُلَني، أَيْنَما وَجَدَتْني

الكَمَنجاتُ تَبْكي على الْعَرَبِ الْخارِجينَ مِنَ الأَنْدَلُسْ

الكَمَنجاتُ تَبْكي مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى الأَنْدَلُسْ